جارديان: الاشتباكات الطائفية قناع لممارسات للمجلس العسكري



قالت صحيفة الجارديان ان الاشتباكات الدامية التي شهدتها القاهرة الاحد جاءت كقناع يخفي تحركات واجراءات خطيرة من جانب من يحكمون للبلاد.
ووصفت الصحيفة البريطانية هذه الاجراءات والتحركات بأنها تحمل في طياتها مؤشرات من شأنها أن تقتل أي مستقبل للديمقراطية للبلاد.
وقالت في تقرير أعده الصحفي المختص في شئون مصر والشرق الأوسط جاك شينكر الاثنين أنه من غير المفاجيء أن الأحداث الدامية جاءت في يوم شهد العديد من التطورات التي تعكس الصراع الساخن على السلطة الذي يدور في القاهرة.
واشارت الصحيفة الى ان المشهد الدامي سيحتل الصدارة في وسائل الإعلام وسيشغل بال المواطن بينما الاجراءات التي اتخذت قبيل وفي نفس اليوم الذي شهده الأحداث من جانب الحكام العسكرييين والبلطجية الذين يرتدون أزياء مدنية ويتحدون في نواياهم مع النخبة العسكرية التي بيديها مجريات الأمور ستمرر في هدوء.
وذكرت الصحيفة كأمثلة على تلك الاجراءات: الاغلاق القسري وبالقوة لمحطات التليفزيون التي كانت تبث الأحداث ماعدا التليفزيون الرسمي واعلان المجلس العسكري في اليوم الذي سبق الأحداث عن استمرار المحاكم العسكرية في حالات معينة برغم الانتقادات الشديدية الموجهة ضدها والهجوم العنيف على اعتصام بجامعة الاسكندرية والمراوغة حول قانون الانتخابات الذي وصفه العديد من القوى السياسية بأنه تم تصميمه لقتل أي تحرك حقيقي نحو الديمقراطية.
وقالت الصحيفة ان احداث اليوم مجتمعة تبعث وتجلي للعيان رسالة هي بالاساس واضحة منذ أمد بعيد لمن هم في قلب الأحداث وهي ان المجلس العسكري برغم ترديده المتكرر للزعم بأنه شارك في الثورة فانه يفعل كل ما بوسعه وبكل ما لديه من قوة وصلاحيات ليخنق ويكبت ويمنع أي تغيير حقيقي له معنى في مصر.
وأضافت الصحيفة ان المجلس العسكري سيفعل كل ما يستطيع ليثبت أن احداث الأمس الدامية أتت كنتيجة للانقسام الطائفي أو من فعل مثيري شغب هويتهم غامضة أو لهم اجندات ولن يضيعوا وقتا في ترديد الترهات و الشعارات الجاهزة عن الوحدة الوطنية والوقوف بقوة صفا واحدا في مواجهة المحن ولكن ذلك لن يلغي حقيقة أن الانقسام الحقيق هو بين المجلس العسكري والشارع المصري.
وأشارت الصحيفة الى أنه تحت دخان الغاز المسيل للدموع الخانق والمانع للرؤية ووسط الحطام والذخيرة الفارغة كان الواضح والجلي والمسموع بكل من له أذن هو الهتافات: "المسلمون والمسيحيون يد واحدة.. يسقط المشير طنطاوي".

تعليقات